¤= الإعتناء بالمظاهر وإحترام الغني وإستحقار الفقير ولد عقدة نقص لدى الأبناء، فصاروا يتظاهرون بالغنى!
وعجز بعض الآباء عن تحقيق طموحات أبنائهم المادية أوجد شرخاً كبيراً في العلاقة بينهم، وأخرجهم عن سيطرتهم... فأبعدوا أولادكم عن هذه المؤثرات، وغيروا مدارسهم وبدلوا أصدقاءهم لو إستدعى الأمر، وإلا خسرتم أولادكم!
وإني لأتساءل: حين يلبس ابني ساعة فاخرة، وحين تحمل بنتي شنطة ثمينة... هل يرتفع مقامها؟". في الحقيقة يرتفع مقام من صنع الساعة وصمم الشنطة ويصبح مشهوراً ومليونيراً، أما ابنتي فخسرت مالها وخسرت قيمتها الإنسانية لأنها وافقت أن يقومها الناس بما تلبسه وبما تحمله... وإن أكثر الأبناء لا يستحقون وضع المال بين أيديهم فإهتماماتهم سخيفة وعقولهم ضعيفة، إنهم مسرفون ومبذرون ومستهترون، إنهم يحتاجون لإرشادات صحيحة لإنفاق المال.
وفي فرنسا بدل الناس معايرهم بعد الأزمة العالمية وخافوا على أموالهم، وصاروا كلهم -غنيهم وفقيرهم- يبحث عن أرخص المتاجر والبضائع، ويوفرون بالشراء وبالإستهلاك، غيروا حياتهم صاروا يتسوقون من المتاجر الشعبية ويشترون بالجملة يستغنون عن الكماليات وعن سلع أخرى لغلائها!
فتأملوا! وهل صار الأغنياء أغنياء إلا بالتوفير وحسن الإقتصاد؟ فليتعلم أبناؤنا قوة الشخصية وحفظ الأموال، أبناؤنا يستحون، ويظنون الإقتصاد بخل، ودفع المال محمدة وإن كان تبذيراً وإسرافاً.
وتخيلي ابناً يسمع هذه العبارة كل يوم: المال يشتري كل شيء، كيف ستكون أفكاره؟ وقد لا يستهجن الحصول على الثروات من أي طريق! وحين يقدس الابن المادة يفقد الروح الحلوة، ويفقد العواطف، ويصبح جمع المال همه، ويحترم من يملكه وينصرف عمن لا يحوزه، وقد ينصرف عن الإنصياع لوالديه لقلة مواردهما!
المال عزوة وقوة فلا تضعي المال بين يدي أبنائك بلا حساب، وإلا خرجوا عن طوعك وفقدت السيطرة عليهم.
الكاتب: عابدة العظم.
المصدر: موقع منبر الداعيات.